الدّين


۱ يجب على أهل الثّروة وأصحاب العزّة والقدرة ملاحظة حرمة الدّين بأحسن ما يمكن في الإبداع. فإنّ الدّين هو النّور المبين والحصن المتين لحفظ أهل العالم وراحتهم إذ إنّ خشية الله تأمر النّاس بالمعروف وتـنهاهم عن المنكر فلو احتجب سراج الدّين لتطرّق الهرج والمرج وامتـنع نيّر العدل والإنصاف عن الإشراق وشمس الأمن والاطمئنان عن الإنوارِ. شهد ويشهد بذلك كلّ عارف خبير. - بهاءالله

۲ إنّ دين الله ومذهبه قد نزّل وظهر من سماء مشيئة مالك القدم لمحض اتّحاد أهل العالم واتّفاقهم فلا تجعلوه سبب الاختلاف والنّفاق. ولم يزل الدّين الإلهيّ والشّريعة الرّبّانيّة السّبب الأعظم والوسيلة الكبرى لظهور نيّر الاتّحاد وإشراقه. ونموّ العالم وتربية الأمم واطمئنان العباد وراحة من في البلاد منوط بالأصول والأحكام الإلهيّة. فهي السّبب الأعظم لهذه العطيّة الكبرى تهب كأس البقاء وتعطي الحياة الخالدة وتمنح النّعمة السّرمديّة. - بهاءالله

۳ عاشروا يا قوم مع الأديان كلّها بالرّوح والرّيحان. كذلك أشرق نيّر الإذن والإرادة من أفق سماء أمر الله ربّ العالمين. - بهاءالله

٤ الإشراق الثّالث - إجراء الحدود لأنّه السّبب الأوّل لحياة العالم فإنّ سماء الحكمة الإلهيّة تستضيء وتستـنير بنيّرين المشورة والشّفقة وخيمة نظام العالم تقوم وترتفع على عمادين المجازاة والمكافاة. - بهاءالله

٥ الطّراز الثّاني - هو المعاشرة مع الأديان بالرَّوْح والرَّيْحان وإظهار ما أتى به مكلّم الطّور والإنصاف في الأمور. يجب على أهل الصّفاء والوفاء أن يعاشروا جميع أهل العالم بالرَّوْح والرّيحان لأنّ المعاشرة لم تزل ولا تزال سبب الاتّحاد والاتّفاق وهما سببا نظام العالم وحياة الأمم. طوبى للّذين تمسّكوا بحبل الشّفقة والرّأفة وخلت نفوسهم وتحرّرت من الضّغينة والبغضاء. وإنّ هذا المظلوم ليوصي أهل العالم بالتّسامح والعمل الطّيّب وهذان هما السّراجان لظلمة العالم والمعلّمان لتهذيب الأمم. طوبى لمن فاز وويل للغافلين. - بهاءالله