ادعية لطلب حلول السلام العالمي


۱ اللّهمّ انّي اتضرّع يا مغيثي واتذلّل يا مجيري واتوجّع يا طبيبي واناجيك بلساني وروحي وجناني واقول: الهي الهي قد احاطت اللّيلة الدّلماء كلّ الأرجاء وغطت سحاب الاحتجاب كلّ الآفاق واستغرقوا الانام في ظلام الأوهام وخاض الظّلام في غمار الجور والعدوان ما أری الا وميض النّار الحامية المتسعّرة من الهاوية وما اسمع الا صوت الرعود المدمدم من الآلات الملتهبة الطّاغية النّاريّة وكلّ اقليم ينادي بلسان الخافية ما اغنی عنّي ماليه هلك عنّي سلطانيه قد خبت يا الهي مصابيح الهدی وتسعّرت نار الجوی وشاعت العداوة والبغضاء وذاعت الضّغينة والشّحناء علی وجه الغبراء فما اری الا حزبك المظلوم ينادي باعلی النّداء حيّ علی الولاء حيّ علی الوفاء حيّ علی العطاء حيّ علی الهدی حيّ علی الوفاق حيّ علی مشاهدة نور الآفاق حيّ علی الحبّ والفلاح حيّ علی الصّلح والصّلاح حيّ علی نزع السّلاح حيّ علی الأتّحاد والنّجاح حيّ علی التّعاضد والتّعاون في سبيل الرّشاد فهؤلاء المظلومون يفدون كلّ الخلق بالنّفوس والأرواح في كلّ قطر بكلّ سرور وانشراح تراهم يا الهي يبكون لبكاء خلقك ويحزنون لحزن بريّـتك ويترأّفون بكلّ الوری ويتوجّعون لمصائب اهل الثّری ربّ انبت اباهر الفلاح في جناحهم حتّی يطيروا الی اوج نجاحهم واشدد ازورهم في خدمة خلقك وقوّ ظهورهم في عبوديّة عتبة قدسك انّك انت الكريم انّك انت الرّحيم لا اله الا انت الرّحمن الرؤف القديم. - عبدالبهاء

٢ إلهي إلهي تَری قَدِ اشْتَدَّ الظَّلامُ الحالكُ عَلی كُلِّ المَمالِكِ، وَاحتَرَقتِ الآفاقُ مِنْ نائِرةِ النِّفاقِ، وَاشتَعَلَتْ نِيْرانُ الجِدالِ وَالقِتالِ في مَشارِقِ الأَرضِ وَمَغاربِها، فَالْدِّماءُ مَسْفوكَةٌ وَالأَجسادُ مَطروحَةٌ وَالرُّؤُوسُ مَذْبُوحَةٌ عَلَی التُّرابِ فِي مَيدانِ الجِدالِ، رَبِّ رَبِّ ارْحَمْ هؤلاءِ الجُهَلاءِ، وَانْظُرْ إِلَيْهِمْ بِعَين الْعَفْوِ وَالْغُفرانِ وَأطْفِئ هذِهِ النِّيرانَ حَتَّی تَنْقَشِعَ هذِهِ الْغُيُومُ الْمُتَكاثِفَةُ فِي الآفاقِ، حَتَّی تُشرِقَ شَمْسُ الحَقِيْقَةِ بِأَنوارِ الوِفاقِ، ويَنكَشِفَ هذا الظَّلامُ وَيَسْتَضِيْءَ كُلُّ المَمالِكِ بِأَنوارِ السَّلام، رَبِّ أَنْقِذْهُمْ مِن غَمَراتِ بَحْرِ البَغضاءِ، وَنَجِّهِمْ مِن هذِهِ الظُّلُماتِ الْدَّهْماءِ، وَأَلِّف بَينَ قُلوبِهِمْ وَنَوِّرْ أَبْصارَهُمْ بِنُورِ الصُّلْحِ وَالسَّلام، رَبِّ نَجِّهِمْ مِنْ غَمراتِ الْحَرْبِ وَالْقِتالِ وَأَنْقِذْهُمْ مِن ظَلامِ الضَّلالِ وَاكْشِفْ عَن بَصائِرِهِمْ الغِشاءَ، ونَوِّرْ قُلوُبَهُمْ بِنُورِ الهُدی وَعامِلْهُمْ بِفَضْلِكَ وَرَحمَتِكَ الْكُبْری، وَلا تُعامِلْهُمْ بِعَدْلِكَ وَغَضَبِكَ الَّذِيْ يَرتَعِدُ مِنْهُ فَرائِصُ الْأَقْوِياءِ، رَبِّ قد طالَتِ الْحُرُوبُ وَاشْتَدَّتِ الكُرُوبُ وتَبَدَّلَ كُلُّ مَعمورٍ بِمَطمُورٍ، رَبِّ قَد ضاقَتِ الْصُّدُورُ وتَغَرْغَرَتِ النُّفُوسُ، فَارْحَمْ هؤلاءِ الْفُقَراءَ ولا تَتْرُكْهُمْ يُفَرِّطُ فِيْهِمْ مَنْ يَشاءُ بِما يشاءُ، رَبِّ ابْعَثْ في بِلادِكَ نُفُوسًا خاضِعَةً خاشِعَةً مُنَوَّرَةَ الوُجُوهِ بِأَنوارِ الْهُدی مُنْقَطِعَةً عَنِ الْدُّنْيا ناطِقَةً بِالْذِّكْرِ وَالثَّناءِ ناشِرَةً لِنَفَحاتِ قُدْسِكَ بَيْنَ الوَری، رَبِّ اشْدُدْ ظُهورَهُم وَقَوِّ أُزُورَهُمْ وَاشْرَحْ صُدُورَهُم بِآياتِ مَحَبَّتِكَ الكُبری، رَبِّ إِنَّهُمْ ضُعَفاءٌ وَأَنتَ القَوِيُّ الْقَدِيرُ، وَإِنَّهُمْ عُجَزاءٌ وَأَنتَ المُعِيْنُ الْكَرِيْمُ، رَبِّ قَدْ تَمَوَّجَ بَحْرُ العِصْيانِ وَلا تَسْكُنُ هذِهِ الزَّوابِعُ إِلاّ بِرَحْمَتِكَ الْواسِعَةِ فِي كُلِّ الْاَرْجاءِ، رَبِّ إِنَّ النُّفُوسَ فِي هِاوِيَةِ الهَوی فلا يُنْقِذُها إِلاّ أَلْطافُكَ الْعُظْمی، رَبِّ أَزِلْ ظُلُماتِ هذِهِ الْشَّهَواتِ وَنَوِّرِ الْقُلُوبَ بِسِراجِ مَحَبَّتِكَ الّذي سَيُضِيءُ مِنهُ كُلُّ الْأَرْجاءِ، وَوَفِّقِ الْأَحِبّاءَ الَّذِيْنَ تَرَكُوا الْأَوْطانَ وَالْأَهْلَ وَالْوِلْدانَ وَسافَروا إِلِی الْبُلْدانِ حُبًّا بِجَمالِكَ وَانْتِشارًا لِنَفَحاتِكَ وَبَثًّا لِتَعاليمِكَ، وَكُنْ أَنِيْسَهُمْ فِي وَحْدَتِهِمْ وَمُعِيْنَهُمْ فِي غُرْبَتِهِمْ وَكاشِفًا لِكُرْبَتِهِمْ وَسَلْوَةً في مُصِيْبَتِهِمْ وَراحَةً في مَشَقَّتِهِمْ ورَواءً لِغُلَّتِهِمْ وَشِفاءً لِعِلَّتِهِمْ وَبَرْدًا لِلَوْعَتِهِمْ، إِنَّكَ اَنْتَ الْكَريْمُ ذُو الفَضْلِ العَظيمِ، وَإِنَّكَ أَنْتَ الْرَّحْمنُ الْرَّحِيْمُ . ع ع - عبدالبهاء عباس

٣ إلهي إلهي ترى قد اشتد الظّلام الحالك على كلّ الممالك واحترقت الآفاق من نائرة النّفاق واشتعلت نيران الجدال والقتال في مشارق الأرض ومغاربها فالدّمآء مسفوكة والأجساد مطروحة والرّؤس مذبوحة على التّراب في ميدان الجدال * ربّ ربّ ارحم هؤلاء الجهلاء وانظر إليهم بعين العفو والغفران وأطفأ هذه النّيران حتّى تنقشع هذه الغيوم المتكاثفة في الآفاق حتّى تشرق شمس الحقيقة بأنوار الوفاق وينكشف هذا الظّلام ويستضيء كلّ الممالك بأنوار السّلام * ربّ أنقذهم من غمرات بحر البغضاء ونجّهم من هذه الظّلمات الدّهماء وألف بين قلوبهم ونوّر أبصارهم بنور الصّلح والسّلام * ربّ نجّهم من غمرات الحرب والقتال وأنقذهم من ظلام الضّلال واكشف عن بصائرهم الغشآء ونوّر قلوبهم بنور الهدى وعاملهم بفضلك ورحمتك الكبرى ولا تعاملهم بعدلك وغضبك الّذي يرتعد منه فرائص الأقوياء * ربّ قد طالت الحروب واشتدّت الكروب وتبدّل كلّ معمور بمطمور *
ربّ قد ضاقت الصّدور وتغرغرت النّفوس فارحم هؤلاء الفقراء ولا تتركهم يفرّط فيهم من يشاء بما يشاء * ربّ ابعث في بلادك نفوسًا خاضعة خاشعة منوّرة الوجوه بأنوار الهدى منقطعة عن الدّنيا ناطقة بالذّكر والثّنآء ناشرة لنفحات قدسك بين الورى * ربّ أشدد ظهورهم وقوّ ازورهم واشرح صدورهم بآيات محبّتك الكبرى * ربّ إنهم ضعفاء وأنت القوي القدير وإنهم عجزاء وأنت المعين الكريم * ربّ قد تموّج بحر العصيان ولا تسكن هذه الزّوابع إلّا برحمتك الواسعة في كلّ الأرجاء * ربّ إنّ النّفوس في هاوية الهوى فلا ينقذها إلّا ألطافك العظمى * ربّ أزل ظلمات هذه الشّهوات ونوّر القلوب بسراج محبّتك الّذي يستضيء منه كلّ الأرجاء ووفّق الأحبّاء الّذين تركوا الأوطان والأهل والولدان وسافروا إلى البلدان حبًّا بجمالك وانتشارًا لنفحاتك وبثًّا لتعاليمك وكن أنيسهم في وحدتهم ومعينهم في غربتهم وكاشفًا لكربتهم وسلوة في مصيبتهم وراحة في مشقّتهم ورواء لغلّتهم وشفاء لعلّتهم وبردًا للوعتهم * إنّك أنت الكريم ذو الفضل العظيم * وإنّك أنت الرّحمن الرّحيم. ع ع ​

٤ ... اللّهمّ إنّي اتضرّعُ يا مُغيثي واتذلّلُ يا مُجيري واتوجّعُ يا طبيبي وأُناجيك بلساني ورُوحي وجناني وأقول:
إلهي إلهي قد أحاطت اللّيلة الدّلماء كلّ الأرجاء وغطّت سحاب الاحتجاب كلّ الآفاق، واستغرقوا الأنام في ظلام الأوهام، وخاض الظّلام في غمار الجور والعُدوان، ما أری إلّا وميض النّار الحامية المتسعّرة من الهاوية، وما أسمع إلّا صوت الرّعود المدمدم من الآلات الملتهبة الطّاغية النّاريّة، وكلّ اقليم ينادي بلسان الخافية ما أغنی عنّي ماليه هلك عنّي سلطانيه، قد خبت يا إلهي مصابيح الهدی، وتسعّرت نار الجَوی، وشاعت العداوة والبغضاء، وذاعت الضّغينة والشّحناء علی وجه الغَبراء، فما أری إلّا حزبك المظلوم ينادي بأعلی النّداء حَيَّ علی الولاء، حَيَّ علی الوفاء، حَيَّ علی العطاء، حَيَّ علی الهدی، حَيَّ علی الوِفاق، حَيَّ علی مشاهدة نور الآفاق، حَيَّ علی الحبّ والفلاح، حَيَّ علی الصّلح والصّلاح، حَيَّ علی نزع السّلاح، حَيَّ علی الإتّحاد والنّجاح، حَيَّ علی التّعاضد والتّعاون في سبيل الرّشاد، فهؤلاء المظلومون يفدون كلّ الخلق بالنّفوس والأرواح في كلّ قطر بكلّ سرور وانشراح، تراهم يا إلهي يبكون لبكاء خلقك ويحزنون لحزن بريّـتك ويترأفون بكلّ الوری ويتوجّعون لمصائب أهل الثَّری، ربّ أنبت أباهر الفلاح في جناحهم حتّی يطيروا إلی أوج نجاحهم، وأشدُد أُزورهم في خدمة خلقك، وَقَوِّ ظهورهم في عبوديّة عتبة قدسك، إِنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الرَّحِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّؤُفُ القَدِيمُ. ع ع​ - عبدالبهاء

هو الله

٥ تراني يا الهي في هذا الجبل الرفيع والمقام الباذخ المنيع مأوى كل رجلٍ عظيم وملاذ كل جليل ونبيل، قد آوت إليه الفتية المتوقّدة الاحشآء بنار محبة الله في القرون الاولى، معهد الانبياء ملجأ حضرة إيليا، أوى إليه الاشعيآء ومرّ عليه روح الله يسوع المسيح عليه التحية والثنآء، موطِأ قدمي ربّ الجنود في المقام الاعلى. ربّ هذا جبل سمّيته في التوراة بكرمل ونسبته إليك في بطون الزبر والالواح. ربّ إنّي أناجيك في هذا المقام الاعلى جنحَ الليالي الظلمآء وأدعوك بقلب خافق ودمع دافق مبتهلا إليك ومتضرّعا بين يديك وأقول:
رب قد تسعّرت نيران القتال في الاودية والحزون والبطاح، واشتعلت نار الحرب حتّى في غمار البحار وأوج الهوآء بالوبال والدمار، فالتهبت الارض بنيرانها وأحاطت البحار زوابعها وصواعقها وطوفانها. ربّ قد تغرغرت النفوس وحشرجت الصدور وزُلزلت الارض و ضاقت حتّى على الوحوش والطيور مضطربة في أوكارها ومرتعدة في مرابضها ومغائرها، لا نسمع إلّا حنين الأياما وأنين اليتاما وزفرات الامّهات وعبرات الآبآء في المؤتفكات، ولا نرى إلّا دموعا هامعة من كل امرأة ثكلآء وقلوبا ملتهبة من كل أبٍ فاقد الأبنآء، فالمدائن دمّرت والاقوام تُبّرت والاطفال يُتّمت والنساء أيّمت، وليس هذا إلّا من غفلتنا عن ذكرك وحرماننا عن محبّـتك. قد التهينا بأنفسنا وأخذتنا سكرة الهوى وسلكنا منهج الغفلة والعمى. قد تركنا سبيل الرشاد واخترنا طريق العناد ونسينا الوصايا في الصحف الاولى وتركنا النصائح في اللوح المحفوظ والرق المنشور الآية الكبرى. ربّ رب إنّي أقرّ وأعترف بالخطايآء، إنّنا قد استحقّنا كل بليّة دهمآء وكل رزيّة صمّـآء بما اكتسبت أيدينا في هذه النشئة الفانية الدنيا. ربّ إنّ العقول قد ذهلت والنفوس قد سئمت والوجوه اغبرّت وما بقي إلّا أعين عميآء وآذان صمّـآء وألسن بكمآء وقلوب غافلة عن ذكرك طافحة بشهوات النفس والهوى. ربّ قلت في كتابك المبين ونبأك العظيم بنصٍ صريح لا يغيّر الله ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم ولمّا نسوا الله فأنساهم أنفسهم. ربّ إنّ الاحزاب قد توغّلوا في ميادين الكفاح النزال ولا يُردّ هذا السيل الجارف والحرب الطحون إلّا برحمتك التي أحاطت ما كان وما يكون. ربّ لا تُعاملنا بسوء أعمالنا ولا تؤاخذنا بذنوبنا وخطايانا، فالنقائص من خصائص كل ممكن الوجود في حيّز الشهود، والعفو والغفران ما عوّدتَ به من في الوجود، ربّ لا يليق للحضرة الالوهيّة إلّا الفضل الرحمة بكل خاطءٍ ساقط في وهدة الذلّ والمسكنة، ولا يظهر كمال الربوبيّة إلّا بنقائص العبوديّة. ربّ إنّ الاشعّة الساطعة من شمس الحقيقة كاشفة للظلام الديجور، والمآء الطهور يُزيل كل وضرٍ وكدرٍ في حيّز الوجود. ربّ إنّ الخطايآء زبَدٌ رابي وعفوك طمطام طامي، والذنوب الشجرُ الزقّوم النامي وعفوك نيرانٌ لهيبُها شديد حامي. ربّ اكشف الحجاب واقشع هذا السحاب المتكاثف على الآفاق وادفع هذه النيران وسكّن هذا الطوفان حقنًا للدمآء ورأفة بالأياما ورحمة لليتاما حتّى تسكنَ الزوابع وتخمدَ الصواعق وتنقطع السيول وتظهر الطلول وتطمئنّ النفوس وتنشرح الصدور ونشكرك على فضلك الموفور يا عزيز يا غفور. ربّ قد صرّحت في الصحف والالواح بوصايآء لو ألقيت على الصخرة الصمّـآء لانفجرت منها الانهار وهبطت من خشية العزيز الجبّار، ولكنّ القلوب أشدّ قسوة من الصخور والنفوس في غفلة وغرور، فلا تغني الآيات والنُّذُر أهل الشرور. ربّ قد شاع وذاع وصاياك في مشارق الارض ومغاربها ودعوت الكل على الحبّ والوفاق وترك الشقاق في الآفاق حتّى يصافح مشارق الارض مغاربها ويعانق أهل الارض باديها حاضرها ويجتمع شملُها ويُلمّ شعثها ويزول ظلامها ويشرق أنوارها ولكن عميت الاعين والابصار وصُمّت الآذان وقست القلوب والاسرار كالصخور والاحجار وذهلت العقول والالباب ونَسيت النفوس نصوص الكتاب وأوعدتهم بسوء الحساب فاستحقّت شديد العقاب وحقّت عليها كلمة العذاب. ربّ لا تؤاخذنا بالذنوب والعثار ولا تجعلنا عبرة لأولي الابصار واهدنا سويّ الصراط نتيقّظ من رقد الهوى وننجوا من الغفلة والعمى، وأنقذنا با ربّ الآيات من حفرة الشهوات ونجّنا من الهفوات. ربّ قد نسينا الوفآء وآنسنا الجفآء وجالسنا أهل البغي والفحشاء، وليس لنا منقذٌ إلّا أنت ولا مغيث إلّا أنت ولا مجير إلّا أنت، قد توكّلنا عليك وسلّمنا الامور إليك، عامِلنا بفضلك وعفوك ولا تؤاخذْنا بعدلك وسخطك، إنك أنت الكريم إنك أنت الرحيم وإنك أنت التوّاب وإنك أنت الغفّار. ربّ إنّ حزب الابرار ورهط الاخيار وثلّة الاحرار في كل الديار متوجّهون إليك في العشيّ والابكار يتضرّعون بين يديك في جُنح الليالي وبطون الاسحار، ينوحون نياح الثكلآء في الليالي الدهمـآء يحترقون بنار الأسى والجوى وألم النوى، يشتاقون اللقآء ولو بشق الانفس وقطع الحزون والتلول وطيّ الاودية والربى، ولكن حال دون ذلك هذه الحروب الناسفة للجبال حتّى انقطع الاخبار وسدّت الابواب. ربّ آنِسهم في وحشتهم وأنقذهم من دهشتهم وهيّـأ لهم من أمرهم رشدا. ربّ إنك لتعلم تحسّري وتلهّفي وحرقتي ولوعتي في فرقتهم وفرط أشواقي إلى لقآئهم وشغفي في حبّهم وولعي بذكرهم وولهي في مشاهدتهم، فذِكْرُهم ذخري وأورادي في الليالي وأنهاري، وإذا جنّ ليلي هام قلبي بذكر وجوههم النورآء، أحنّ إليهم حنين الورقآء إلى الرياض الغنّـآء. ربّ رب افتح الابواب وهيّـأ لنا الاسباب وأمّن السبيل ومهّد الطريق حتّى يجتمع شمل المخلصون في المجامع العليا ويُلمّ شعث المنجذبون بذكرك في المحافل الكبرى ويحدّثوا بنعمتك بين الورى ويذوقوا شهد اللقآء وتُدركهم نسمات القبول فترنّحهم كأنّها صهبآء. إنك أنت المقتدر العزيز الوهّاب وإنك أنت الكريم الرحيم المختار. - عبدالبهاء