تلاوات صوتيّة

منتخبات من آثار حضرة بهاءالله


يَا ابْنَ الوُجُودِ

حُبِّي حِصْني مَنْ دَخَلَ فِيهِ نَجا وَأَمِنَ وَمَنْ أَعْرَضَ غَوَى وَهَلَكَ.


يَا ابْنَ الرُّوحِ

فِي أَوَّلِ القَوْلِ امْلِكْ قَلْباً جَيِّداً حَسَناً مُنيراً لِتَمْلِكَ مُلْكاً دائِماً باقِياً أَزَلاً قَدِيماً.


هُوَ السَّامِعُ المُجِيبُ

يا إِلهِي أَصْبَحْتُ في جِوارِكَ وَالَّذي اسْتَجَارَكَ يَنْبَغِي أَنْ يَكونَ فِي كَنَفِ حِفْظِكَ وحِصْنِ حِمَايَتِك. أَيْ رَبِّ نَوِّرْ بَاطِنِي بِأَنْوارِ فَجْرِ ظُهُورِكَ كَما نَوَّرْتَ ظَاهِرِي بِنُورِ صَبَاحِ عَطَائِكَ.


أَنْتَ الذّاكرُ وأَنْتَ الْمَذْكُورُ

يا إِلهِي وَسَيِّدِيْ وَمَقْصُودِيْ أَرادَ عَبْدُكَ أَنْ يَنامَ فِي جِوارِ رَحْمَتِكَ وَيَسْتَرِيحَ فِي ظِلِّ قِبابِ فَضْلِكَ مُسْتَعِينًا بِحِفْظِكَ وَحِراسَتِكَ، أَيْ رَبِّ أَسْئَلُكَ بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنامُ أَنْ تَحْفَظَ عَيْنِيْ عَنِ النَّظَرِ إِلى دُونِكَ، ثُمَّ زِدْ نُورَها لِمُشاهَدَةِ آثارِكَ وَالنَّظَرِ إِلى أُفُقِ ظُهُورِكَ، أَنْتَ الَّذِيْ ضَعُفَتْ كَيْنُونَةُ القُدْرَةِ عِنْدَ ظُهُوراتِ قُدْرَتِكَ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ القَوِيُّ الغالِبُ المُخْتارُ.


يا إِلهِي اسْمُكَ شِفائِي وَذِكْرُكَ دَوائِي وَقُرْبُكَ رَجَائِيْ وَحُبُّكَ مُؤْنِسِيْ وَرَحْمَتُكَ طَبِيبِيْ وَمُعِيْنِيْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَإِنَّكَ أَنْتَ المُعْطِ العَلِيمُ الحَكِيمُ.


قَلْبًا طاهِرًا فاخْلُقْ فِيَّ يا إِلهي. سِرًّا ساكِنًا جَدِّدْ فِيَّ يا مُنائِي. وبِرُوحِ القُوَّةِ ثَبِّتْنِي عَلَى أَمْرِكَ يا مَحْبُوبِي. وبِنُورِ العَظَمَةِ فَأَشْهِدْنِي عَلى صِراطِكَ يا رَجائِي. وبِسُلطانِ الرِّفْعَةِ إِلى سَمَاءِ قُدْسِكَ عَرِّجْنِي يا أَوَّلِي. وبِأَرياحِ الصَّمَدِيَّةِ فَأَبْهِجْنِي يا آخِرِي. وبنَغَماتِ الأَزَلِيَّةِ فاسْتَرِحْنِي يا مُؤْنِسِي وبِغَنَاءِ طَلْعَتِكَ القَدِيْمَةِ نَجِّنِي عَنْ دُونِكَ يا سَيِّدِي. وبِظُهُورِ كَيْنُونَتِكَ الدَّائِمَةِ بَشِّرْنِي، يا ظَاهِرُ فَوْقَ ظَاهِري والبَاطِنُ دُونَ بَاطِني.


هُوَ اللهُ تَعَالى شأنُهُ العَظَمَةُ والاقتِدارُ

إِلهِي إِلهِي، أَشْكُرُكَ فِي كُلِّ حالٍ وَأَحْمَدُكَ فِي جَمِيعِ الأَحْوالِ. فِي النِّعْمَةِ أَلْحَمْدُ لَكَ يا إِلهَ العَالَمِينَ. وَفِي فَقْدِها الشُّكْرُ لَكَ يا مَقْصُودَ العَارِفينَ. فِي البَأْساءِ لَكَ الثَّناءُ يا مَعْبُودَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِينَ وَفِي الضَّرَّاءِ لَكَ السَّناءُ يا مَنْ بِكَ انجَذبَتْ أَفْئِدَةُ المُشْتاقِينَ. فِي الشِّدَّةِ لَكَ الحَمْدُ يا مَقْصُودَ القاصِدِين وَفِي الرَّخَاءِ لَكَ الشُّكْرُ يا أَيُّها المَذْكُورُ فِي قُلُوبِ المُقَرَّبِينَ. فِي الثَّرْوَةِ لَكَ البَهاءُ يا سَيِّدَ المُخْلِصِينَ وَفِي الفَقْرِ لَكَ الأَمْرُ يا رَجَاءَ المُوحِّدِينَ. في الفَرَحِ لَكَ الجَلالُ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَفِي الحُزْنِ لَكَ الجَمَالُ يا لا إِله إِلاّ أَنْتَ. فِي الجُوعِ لَكَ العَدْلُ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَفِي الشَّبَعِ لَكَ الفَضْلُ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. فِي الوَطَنِ لَكَ العَطَاءُ يا لا إِلهَ إِلا أَنتَ وفي الغُرْبَة لَكَ القَضَاءُ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. تَحْتَ السَّيْفِ لَكَ الإِفْضالُ يا لا إِلهَ إِلا أَنْتَ وَفِي البَيْتِ لَكَ الكَمَالُ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. فِي القَصْرِ لَكَ الكَرَمُ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. وَفِي التُّرَابِ لَكَ الجُودُ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. فِي السِّجْنِ لَكَ الوَفاءُ يا سَابِغَ النِّعَمِ وَفِي الحَبْسِ لَكَ البَقاءُ يا مالِكَ القِدَمِ لَكَ العَطَاءُ يا مَولَى العَطَاءِ وسُلْطانَ العَطَاءِ وَمالِكَ العَطَاءِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ مَحْمُودٌ فِي فِعْلِكَ يا أَصْلَ العَطَاءِ ومُطَاعٌ في حُكْمِكَ يا بَحْرَ العَطاءِ ومَبدَأَ العَطَاءِ ومَرجِعَ العَطَاءِ.


إِلهِي إِلهِي لاَ تَجْعَلْ عِبَادَكَ مَحْرُومِينَ عَنْ بَحْرِ الْعَدْلِ وَسَمَاءِ الإِنْصَافِ، أَيْ رَبِّ أَيِّدْهُمْ عَلَى الإِنَابَةِ وَوَفِّقْهُمْ عَلَى الرُّجُوعِ، إِنَّكَ أَنْتَ الْكَرِيمُ الَّذِي طَارَتْ لَدَى ذِكْرِ اسْمِكَ حَقَائِقُ الأَشْيَاءِ، وَأَنْتَ الرَّحِيمُ الَّذِي سَبَقَتْ رَحْمَتُكَ مَنْ فِي الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْعَطُوفُ الْغَفُورُ.


إِلهِي إِلهِي قَدِّسْ قُلُوبَ مُحِبِّيكَ عَمَّا لاَ يَنْبَغِيْ لَكَ وَلأَيَّامِكَ وَنَوِّرْهَا بِأَنْوَارِ مَلَكُوتِكَ وَجَبَرُوتِكَ لِيسَتَضِيءَ بِهَا الْعَالَمُ وَمَنْ فِيهِ، أَيْ رَبِّ عَرِّفْهُمْ مَا يَضُرُّهُمْ وَيَنْفَعُهُمْ لِيَدَعُوا مَا عِنْدَهُمْ رَجَاءَ مَا عِنْدَكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى مَا تَشَاءُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الآمِرُ الْحَكِيمُ.


هُوَ المُهَيْمِنُ القَيُّومُ

أَصبَحْتُ يا إِلهِي بِفَضْلِكَ وأَخرُجُ من البَيْتِ مُتَوَكِّلاً عَلَيْكَ وَمُفَوِّضًا أَمْرِي إِلَيْكَ، فأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ سَمَاءِ رَحْمَتِكَ بَرَكَةً مِنْ عِنْدِكَ ثُمَّ أَرْجِعْنِي إِلَى البَيْتِ سالِمًا كَما أَخْرَجْتَنِي مِنْهُ سَالِمًا مُسْتَقيمًا. لا إِله إِلاّ أَنْتَ الفَرْدُ الواحِدُ العَلِيمُ الحَكِيمُ.


الثَّنَاءُ الَّذِي ظَهَرَ مِنْ نَفْسِكَ الأَعْلَى وَالبَهَاءُ الَّذِي طَلَعَ مِنْ جَمَالِكَ الأَبْهَى عَلَيْكَ يَا مَظْهَرَ الكِبْرِيَاءِ وَسُلْطَانَ البَقَاءِ وَمَلِيكَ مَنْ فِي الأَرْضِ وَ‌السَّمَاءِ. أَشْهَدُ أَنَّ بِكَ ظَهَرَتْ سَلْطَنَةُ ‌اللهِ وَ‌اقْتِدَارُهُ وَ‌عَظَمَةُ‌ اللهِ وَكِبْرِيَاؤُهُ وَبِكَ أَشْرَقَتْ شُمُوسُ القِدَمِ فِي سَمَاءِ القَضَاءِ وَطَلَعَ جَمَالُ الغَيْبِ عَنْ أُفُقِ البَدَاءِ. وَأَشهَدُ أَنَّ بِحَرَكَةٍ مِنْ قَلَمِكَ ظَهَرَ حُكْمُ ‌الكَافِ وَ‌النُّونِ وَ‌بَرَزَ سِرُّ اللهِ المَكْنُونُ وَبُدِئَتِ المُمْكِنَاتُ وَبُعِثَتِ الظُّهورَاتُ. وَأَشهَدُ أَنَّ بِجَمَالِكَ ‌ظَهَرَ جَمَالُ ‌المَعْبُودِ وَبِوَجْهِكَ لاحَ وَجْهُ المَقْصُودِ وَبِكَلِمَةٍ مِنْ عِنْدِكَ فُصِلَ بَيْنَ المُمْكنَاتِ وَصَعِدَ المُخْلِصُونَ ‌إِلَى‌ الذُّرْوَةِ ‌العُلْيَا وَالمُشْرِكونَ إِلَى‌ الدَّرَكاتِ‌ السُّفْلَى. وَأَشْهَدُ ِبِأَنَّ مَنْ عَرَفَكَ ‌فَقَدْ عَرَفَ‌ اللهَ وَ‌مَنْ فَازَ بِلَقِائِكَ‌ فَقَدْ فَازَ بِلَقَاءِ اللهِ. فَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِكَ وَبِآيَاتِكَ وَخَضَعَ‌ بِسُلْطَانِكَ وَشُرِّفَ بِلِقَائِكَ وَبَلَغَ بِرِضَائِكَ وَطَافَ فِي حَوْلِكَ وحَضَرَ تِلْقَاءَ عَرْشِكَ، فَوَيْلٌ لِمَنْ ظَلَمَكَ وَ‌أَنْكَرَكَ وَ‌كَفَرَ بِآيَاتِكَ وَجَاحَدَ بِسُلْطَانِكَ وَحَارَبَ بِنَفْسِكَ وَاسْتَكبَرَ لَدَى وَجْهِكَ وَجَادَلَ بِبُرْهَانِكَ وَفَرَّ مِنْ حُكُومَتِكَ وَاقْتِدَارِكَ وَكانَ مِنَ المُشْرِكينَ فِي أَلوَاحِ القُدْسِ مِنْ إِصْبَعِ الأَمْرِ مَكْتُوبًا. فَيَا إِلهِي ومَحْبُوبِي فَأَرْسَلْ إِلَيَّ عَنْ يَمِينِ رَحْمَتِكَ وَعِنَايَتِكَ نَفَحَاتِ قُدْسِ أَلْطَافِكَ لِتَجْذُبَنِي عَنْ نَفْسِي وَعَنِ الدُّنْيَا إِلَى شَطْرِ قُرْبِكَ وَلِقَائِكَ. إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى مَا تَشَاءُ، وإِنَّكَ كُنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا. عَلَيْكَ يَا جَمَالَ اللهِ ثَنَاءُ اللهِ وَذِكْرُهُ وبَهَاءُ اللهِ ونُورُهُ. أَشْهَدُ بِأَنَّ مَا رَأَتْ عَيْنُ الإِبْدَاعِ مَظْلُومًا شِبْهَكَ. كُنْتَ فِي أَيَّامِكَ فِي غَمَرَاتِ البَلايَا. مَرَّةً كُنْتَ تَحْتَ ‌السَّلاسِلِ وَالأَغْلاَلِ وَمَرَّةً كُنْتَ تَحْتَ سُيُوفِ الأَعْدَاءِ، ومَعَ كُلِّ ذلِكَ أَمَرْتَ النَّاسَ بِمَا أُمِرْتَ مِنْ لَدُنْ عَلِيمٍ ‌حَكِيمٍ. رُوحِي لِضُرِّكَ الفِدَاءُ وَنَفْسِي لِبَلاَئِكَ الفِدَاءُ. أَسْأَلُ ‌اللهَ بِكَ وَبِالَّذِينَ اسْتَضَاءَتْ وُجُوهُهُم مِنْ‌ أَنوَارِ وَجْهِكَ وَ‌اتَّبَعُوا مَا أُمِرُوا بِهِ حُبًّا لِنَفْسِكَ‌ أَنْ يَكْشِفَ ‌السُّبُحَاتِ ‌الَّتِي حالَتْ بَيْنَكَ وبَيْنَ خَلْقِكَ وَيَرْزُقَنِي خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. إِنَّكَ أَنتَ المُقْتَدِرُ المُتِعَالِي‌ العَزِيزُ الغَفُورُ الرَّحِيمُ. صَلِّ اللَّهُمَّ ‌يَا إِلهِي عَلى‌ السِّدْرَةِ وَ‌أَوْرَاقِهَا وَأَغْصَانِهَا وَأَفنَانِهَا وَأُصُولِهَا وفُرُوعِهَا بِدَوَامِ أَسْمَائِكَ الحُسْنَى وَصِفَاتِكَ‌ العُلْيَا. ثُمَّ ‌احْفَظهَا مِنْ شَرِّ المُعْتَدِينَ وَجُنُودِ الظَّالِمِينَ. إِنَّكَ أَنْتَ‌ المُقْتَدِرُ القَدِيرُ. صَلَّ اللَّهُمَّ يَا إِلهِي عَلَى عِبَادِكَ الفَائِزِينَ وَإِمَائِكَ الفَائِزَاتِ، إِنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ. لا إِلهَ ‌إِلاَّ أَنْتَ الغَفُورُ الكرِيمُ.


سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي لا تَخْذُلْ مَنْ عَزَّزْتَهُ بِسُلْطانِ أَزَلِيَّتِكَ وَلا تُبْعِدْ مَنْ أَدْخَلْتَهُ فِي خِيامِ صَمَدِيَّتِكَ، أَتَطْرُدُ يا إِلهِي مَنْ كُنْتَ لَهُ مُرَبِّيًا؟ أَتَرُدُّ يا مُنائِيْ مَنْ كُنْتَ لَهُ مُحْصِنًا، أَوْ تُذِلُّ مَنْ كُنْتَ لَهُ مُعَزِّزًا، أَوْ تَنْسى مَنْ كُنْتَ لَهُ مُذَكِّرًا؟ فَسُبْحانَكَ سُبْحَانَكَ أَنْتَ الَّذِيْ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ سُلْطانَ المُمْكِناتِ وَمُحَرِّكَها وَلا تَزالُ تَكُونَنَّ مَلِيكَ المَوْجُوداتِ وَمُدَبِّرَها، فَسُبْحَانَكَ يا إِلهِي إِنْ لَمْ تَرْحَمْ عِبادَكَ فَمَنْ يَرْحَمْهُمْ، وَإِنْ لَنْ تَأخُذَ أَيْدِي أَحِبَّائِكَ فَمَنْ يَأْخُذْهُمْ ؟ فَسُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ أَنْتَ المَعْبُودُ بِالحَقِّ وَإِنَّا كُلٌّ لَكَ عابِدُونَ، وَأَنْتَ المَشْهُودُ بِالعَدْلِ وَإِنَّا كُلٌّ لَكَ شاهِدُونَ، إِذْ هُوَ المَحْبُوبُ بِالفَضْلِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ المُهَيْمِنُ القَيُّومُ.


هُوَ المُهَيْمِنُ عَلَى الأَسْمَاءِ

إِلهِي إِلهِي كَيْفَ أَخْتَارُ النَّوْمَ وعُيُونُ مُشْتاقِيكَ سَاهِرَةٌ في فِراقِكَ، وكَيْفَ أَسْتَرِيحُ عَلَى الفِراشِ وأَفْئِدَةُ عَاشِقِيكَ مُضْطَرِبَةٌ مِنْ هَجْرِكَ. أَيْ رَبِّ أَوْدَعْتُ رُوحِي وَذَاتِي فِي يَمِينِ اقْتِدارِكَ وأَمانِكَ، وأَضَعُ رَأْسِي عَلى الفِراشِ بِحَولِكَ وأَرْفَعُ عَنْهُ بِمَشيئَتِكَ وإِرادَتِكَ. إِنَّكَ أَنْتَ الحَافِظُ الحارِسُ المُقتَدِرُ القَدِيرُ. وعِزَّتِكَ لا أُرِيدُ مِنْ النَّوْمِ وَلا مِنَ اليَقْظَةِ إِلاَّ ما أَنْتَ تُريدُ. أَنا عَبْدُكَ وفي قَبْضَتِكَ، أَيِّدْنِي عَلَى ما يتَضَوَّعُ بِهِ عَرْفُ رِضَائِكَ. هذا أَمَلِي وأَمَلُ المُقَرَّبِينَ ، الحَمْدُ لَكَ يا إِلهَ العَالَمِينَ.


مِنْ أَنْهارِ كافُورِ صَمَدِيَّتِكَ فَأَشْرِبْنِيْ يا إِلهِيْ، وَمِنْ أَثْمارِ شَجَرَةِ كَيْنُونَتِكَ فَأَطْعِمْنِيْ يا رَجائي، وَمِنْ زُلالِ عُيُونِ مَحَبَّتِكَ فَاسْقِنِي يا بَهآئِي، وَفِي ظِلِّ عُطُوفَةِ أَزَلِيَّتِكَ فَأَسْكِنِّيْ يا سَنائِي، وَفِي رِياضِ القُرْبِ بَيْنَ يَدَيْكَ سَيِّرْنِي يا مَحْبُوبِي، وَعَنْ يَمِينِ عَرْشِ رَحْمَتِكَ فَأَجْلِسْنِي يا مَقْصُودِيْ، وَمِنْ أَرْياحِ طِيْبِ بَهْجَتِكَ فَأَرْسِلْنِيْ يا مَطْلُوبِي، وَفِي عُلُوِّ جَنَّةِ هُوِيَّتِكَ فَأَدْخِلْنِيْ يا مَعْبُودِيْ، وَمِنْ نَغَماتِ وَرْقآءِ الأَحَدِيَّةِ فَأَسمِعْنِيْ يا مَشْهُودِيْ، وَبِرُوحِ القُوَّةِ وَالقُدْرَةِ فَأَحْيِنِي يا رازِقي، وَعَلَى رُوحِ مَحَبَّتِكَ فَاسْتَقِمْنِيْ يا ناصِرِيْ، وَعَلَى سَبِيْلِ مَرْضاتِكَ ثَبِّتْنِيْ يا خَالِقِي، وَفِي رِضْوانِ الخُلُودِ عِنْدَ طَلْعَتِكَ فَأَخْلِدْنِيْ يا راحِمِيْ، وَعَلَى كُرْسِيِّ عِزِّكَ مَكِّنِّيْ يا صاحِبِيْ، وَإِلى سَمآءِ عِنايَتِكَ عَرِّجْنِيْ يا باعِثي وَإِلى شَمْسِ هِدايَتِكَ فَاهْدِنِيْ يا جاذِبِيْ، وَعِنْدَ ظُهُوراتِ غَيْبِ أَحَدِيَّتِكَ فَأَحْضِرْنِيْ يا مَبْدَئِيْ وَمُنايَ، وَإِلى صِرْفِ كافُورِ الجَمالِ فِي مَنْ تُظْهِرَنَّهُ فَأَرْجِعْنِيْ يا إِلهِيْ، لأنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشآءُ وَإِنَّكَ أَنْتَ المُتَعالِ العَزِيزُ الرَّفِيعُ.


لَكَ الحَمْدُ يا إِلهِي عَلَى ما قَلَّبْتَ وُجُوهَ عِبادِكَ إِلى يَمينِ عَرْشِ أَلْطافِكَ وَقَدَّسْتَهُمْ عَمَّا دُونَكَ بِسَلْطَنَتِكَ وَإِجْلالِكَ، أَشْهَدُ بِأَنَّ أَمْرَكَ نافِذٌ وَحُكْمَكَ جارٍ وَمَشِيَّتَكَ ثابِتَةٌ وَما أَرَدْتَ هُوَ باقٍ، كُلُّ شَيْءٍ فِي قَبْضَةِ قُدْرَتِكَ أَسِيرٌ، وَكُلٌّ لَدى ظُهُورِ غَنائِكَ فَقِيرٌ، فَيا إِلهِي وَمحْبُوبِيْ وَغايَةَ أَمَلِيْ افْعَلْ بِعِبادِكَ وَبَرِيَّتِكَ ما يَنْبَغِيْ لِجَمالِكَ وَعَظَمَتِكَ وَما يَلِيقُ لِكَرَمِكَ وَمَواهِبِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الَّذِيْ سَبَقَتْ رَحْمَتُكَ العالَمِينَ وَأَحاط فَضْلُكَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِينَ، مَنِ الَّذِيْ ناداكَ وَما أَجَبْتَهُ؟ وَمَنِ الَّذِيْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ وَما تَقَرَّبْتَ إِلَيْهِ؟ وَمَنِ الَّذِيْ تَوَجَّهَ بِوَجْهِهِ إِلى وَجْهِكَ وَما تَوَجَّهَتْ إِلَيْهِ لَحَظاتُ عِنايَتِكَ؟ أَشْهَدُ حِينَئِذٍ بِأَنَّ إِقْبالَكَ عِبادَكَ سَبَقَ إِقْبالَهُمْ إِيَّاكَ وَذِكْرَكَ إِيَّاهُمْ كانَ قَبْلَ ذِكْرِهِمْ إِيَّاكَ وَلَكَ الفَضْلُ يا مَنْ بِيَدِكَ مَلَكُوتُ العَطآءِ وَجَبَرُوتُ القَضآءِ، فَأَنْزِلْ عَلَى قاصِدِيكَ ما يُقَدِّسُهُمْ عَنْ دُونِكَ وَيُقَرِّبُهُمْ إِلى نَفْسِكَ وَأَيِّدْهُمْ عَلَى حُبِّكَ وَرِضائِكَ، ثُمَّ اسْتَقِمْهُمْ عَلَى صِراطِ أَمْرِكَ الَّذِيْ زَلَّ عَنْهُ أَقْدامُ المُرِيبِينَ مِنْ بَرِيَّتِكَ وَالمُعْرِضِينَ مِنْ عِبادِكَ وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيزُ العَظِيمُ.


أيْ رَبِّ فِيْ جِوارِ قُرْبِكَ فَأَسْكنِّي لأنَّ البُعْدَ أَهْلَكَنِي، وَفِيْ ظِلِّ جَنَاحِ فَضْلِكَ أَرِحْنِيْ لأنَّ الحَرارَةَ ذابَتْ كَبِدِيْ، وَإِلى كَوْثَرِ الحَيَوانِ قَرِّبْنِي لأنَّ عَطَشَ الطَّلَبِ أَحْرَقَنِي، يا إِلهِي زَفَراتِيْ تَشْهَدُ لِبَلائِيْ وَعَبَرَاتِيْ تَحْكِي عَنْ حُبِّيْ، أَيْ رَبِّ أَسْئَلُكَ بِذِكْرِكَ نَفْسَكَ وَبِثَنائِكَ ذاتَكَ بِأَنْ تَجْعَلَنا مِنَ الَّذِينَ أَقَرُّوا بِكَ وَاعْتَرَفُوا بِسُلْطانِكَ فِيْ أَيَّامِكَ، ثُمَ أَشْرِبْنا يا إِلهِي مِنْ أَصابِعِ الرَّحْمَةِ كَوْثَرَ العِنَايَةِ لِيُغْفِلَنا عَمَّا سِواكَ وَيُشْغِلَنَا بِكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشَاءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ المُهَيْمِنُ القَيُّومُ وَالحَمْدُ لَكَ يا مالِكَ كُلِّ المُلُوكِ.


هو العالم الحكيم

إِلهي إِلهي لَكَ الحَمْدُ بِما جَعَلْتَني مُعْتَرِفًا بِوَحْدَانِيَّتِكَ ومُقِرًّا بِفَرْدانِيَّتِكَ، وَمُذْعِنًا بِما أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ الَّذِي بِهِ فَرَّقْتَ بَيْنَ الحَقِّ والبَاطِلِ بأَمرِكَ واقْتِدارِكَ ولَكَ الشُّكْرُ يا مَقْصُودِي ومَعْبُودِي وأَمَلِي وبُغْيَتي وَمُنايَ بِما سَقَيْتَني كَوْثَرَ الإِيمَانِ مِنْ يَدِ عَطائِكَ وهَدَيْتَني إِلى صِراطِكَ المُسْتَقِيْمِ بِفَضْلِكَ وَجُودِكَ. أَسأَلُكَ يا فالِقَ الإِصْباحِ ومُسَخِّرَ الأَرْياحِ، بِأَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَصْفِيَائِكَ وَأَوْلِيائِكَ، الَّذِينَ جَعَلْتَهُم أَعْلامَ هِدايَتِك بَيْنَ خَلقِكَ وَرَاياتِ نُصرَتِكَ في بِلادِكَ وَبِالنُّورِ الَّذي أَشرَقَ مِنْ أُفُقِ الحِجازِ وتَنَوَّرَتْ بِهِ يَثرِبُ والبَطْحاءُ وَما فِي ناسُوتِ الإِنْشَاءِ بِأَنْ تُؤَيِّدَ عِبادَكَ عَلَى ذِكْرِكَ وَثَنائِكَ وَالعَمَلِ بِما أنْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ. إِلهِي إِلهِي تَرَى الضَّعِيفَ أَرَادَ مَشْرِقَ قُوَّتِكَ ومَطْلِعَ اقْتِدارِكَ وَالعَلِيلَ كَوْثَرَ شِفائِكَ وَالكَلِيْلَ مَلَكوتَ بَيَانِكَ وَالفَقِيرَ جَبَروتَ ثَرْوَتِكَ وعَطائِكَ. قدِّر لَهُ بِجُودِكَ وكَرَمِكَ ما يُقَرِّبُهُ إِليْكَ في كُلِّ الأَحْوالِ وَيُؤَيِّدُهُ عَلَى المَعْرُوفِ ويَحْفَظُهُ عَنِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالمَبْدَإِ وَالمآلِ. إِنَّكَ أَنْتَ ‌الغَنِيُّ المُتَعَالِ. لا إِله إلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ الفَضَّال.


بسم الله الأقدس

سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي، أَسْأَلُكَ بِأَصْفِيَائِكَ وَأُمَنَائِكَ وَبِالَّذِي جَعَلْتَهُ خَاتَمَ أَنْبِيَائِكَ وسُفَرَائِكَ أَنْ تَجْعَلَ ذِكْرَكَ مُؤْنِسِي وَحُبَّكَ مَقْصَدِي وَوَجْهَكَ مَطْلَبِي وَاسْمَكَ سِراجِي وَما أَرَدْتَهُ مُرادِي وَما أَحْبَبْتَهُ مَحْبُوبِي . أَيْ رَبِّ أَنا العَاصِي وأَنْتَ الغَافِرُ، لَمَّا عَرَفْتُكَ سَرُعْتُ إِلى ساحَةِ عِزِّ عِنَايَتِكَ . أَيْ رَبِّ فَاغْفِرْ لِي جَرِيرَاتِي الَّتي مَنَعَتْنِي عَنِ السُّلُوكِ فِي مَنَاهِجِ رِضَائِكَ وَالوُرُودِ فِي شَاطِئِ بَحْرِ أَحَدِيَّتِكَ. أَيْ رَبِّ لا أَجِدُ دُونَكَ مِنْ كَرِيمٍ لأَتَوَجَّهَ إِلَيهِ وَلا سِواكَ مِنْ رَحِيمٍ لأَستَرحِمَ مِنْهُ. أَسأَلُكَ أَنْ لا تَطْرُدَنِي عَنْ بَابِ فَضْلِكَ وَلا تَمْنَعَنِي عَنْ سَحَابِ جُودِكَ وكَرَمِكَ. أَيْ رَبِّ قَدِّرْ لِي ما قَدَّرْتَهُ لأَولِيائِكَ ثُمَّ اكْتُبْ لِي ما كَتَبْتَهُ لأَصْفِيَائِكَ. لَمْ يَزَلْ كَانَ طَرْفِي ناظِراً إِلى أُفُقِ عِنَايَتِكَ وَعَيْنِي مُتَوَجِّهَةً إِلَى شَطْرِ أَلْطافِكَ، فَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيْزُ المُسْتَعَانُ.


(لَوْحُ أَحْمَد)

هو السلطان العليم الحكيم

هَذِهِ وَرْقَةُ الفِردَوْسِ تُغَنِّي عَلَى أَفْنَانِ سِدْرَةِ البَقاءِ بِأَلْحانِ قُدْسٍ مَلِيحٍ وتُبَشِّرُ المُخْلِصِينَ إِلَى جِوارِ اللهِ وَالمُوَحِّدِينَ إِلى سَاحَةِ قُرْبٍ كَرَيمٍ وتُخبِرُ المُنقَطِعِينَ بِهذَا النَّبإِ الَّذي فُصِّلَ ‌من نَبإِ اللهِ‌ المَلِك‌ العَزِيزِ الفَرِيدِ وتَهْدِي المُحِبِّينَ إِلى مقعَدِ القُدْسِ ثُمَّ إِلَى هذا المَنْظَرِ المُنِيرِ قُلْ إِنَّ هذَا لَمَنظَرُ الأَكبَرُ الَّذي سُطِرَ في أَلْوَاحِ المُرسَلينَ وبِهِ يُفَصَلُ الحَقُّ عَنِ البَاطِلِ ويُفْرَقُ كلُّ أَمرٍ حَكِيمٍ قُلْ إِنَّهُ لَشَجَرُ الرُّوحِ الَّذي أَثْمَرَ بِفَواكِهِ اللهِ العَليِّ المُقتَدِرِ العَظِيمِ.
أَنْ يا أَحْمَدُ فاشْهَدْ بأَنَّهُ هُوَ الله لا إِلهَ إِلاّ هُوَ السُّلطانُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ القَدِيرُ وَالَّذي أَرْسَلَهُ باسْمِ عَليٍّ ‌هُوَ حَقٌّ ‌مِنْ عندِ اللهِ وَإِنَّا كلٌّ ‌بأَمرِهِ ‌لَمِنَ ‌العامِلينَ. قُلْ يا قَومِ فاتَّبِعُوا حُدُودَ اللهِ الَّتي فُرَضَتْ في البَيَانِ مِن لَدُن عَزِيزٍ حَكِيمٍ قُلْ إِنَّهُ لَسُلطَانُ الرُّسُلِ وكِتابُهُ لأُمُّ الكِتابِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ العَارِفِينْ كَذَلِك يُذَكِّرُكُمُ الوَرْقاءُ فِي هذا السِّجْنِ وَما عَلَيْهِ إِلاَّ البَلاغُ المُبِينُ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُعْرِضْ عَنْ هَذَا النُّصْحِ ومَنْ شَاءَ فَليتَّخِذْ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً. قُلْ يا قَوْمِ إِنْ تَكفُرُوا بِهذِهِ الآياتِ فَبِأيِّ حُجَّةٍ آمَنْتُم بِاللهِ مِنْ قَبْلُ هَاتُوا بِها يا مَلأَ الكَاذِبِينَ لا فَوَ الَّذِي نَفسِي بِيدِهِ لَنْ يَقْدِرُوا ولَنْ يَسْتَطِيعُوا ولَو يَكُونُ بَعْضُهُم لِبَعْضٍ ظَهِيرًا. أَنْ يا أَحْمَدُ لا تَنْسَ فَضْلِي في غَيْبَتَي ثُمَّ ذَكِّرْ أَيَّامِي فِي أَيَّامِكَ ثُمَّ كُرْبَتِي وغُرْبَتِي في هذا السِّجْنِ البَعِيدِ وَكُنْ مُسْتَقِيمًا فِي حُبِّي بِحَيْثُ لَنْ يحَوَّلَ قَلْبُكَ وَلَوْ تُضْرَبُ بِسُيوفِ الأَعْداءِ ويَمْنَعُكُ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ والأَرَضِينَ وكُنْ كَشُعْلَةِ النَّارِ لأَعْدَائِي وَكَوثَرِ البَقَاءِ لأَحِبَّائِي وَلا تَكُنْ مِنَ المُمْتَرِينَ وَإِنْ يَمَسَّكَ الحُزْنُ فِي سَبِيلِي أَوِ الذِّلَّةُ لأَجْلِ اسْمِي لا تَضْطَرِبْ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ رَبِّكَ ورَبِّ آبائِكَ الأَوَّلِينَ لأَنّ الّناسَ يَمْشُونَ في سُبُلِ الوَهْمِ ولَيْسَ لَهُمْ مِنْ بَصَرٍ لِيعْرِفُوا اللهِ بِعُيونِهم أَو يَسْمَعُوا نَغَماتِهِ بِآذَانِهِمْ وكذَلِكَ أَشْهَدناهُمْ إِنْ أَنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ كَذَلِكَ حَالَتِ الظُّنُونُ بَينَهُم وقُلُوبِهِم وتَمنَعُهُم عَنْ سُبُلِ اللهِ العَليِّ العَظِيمِ وإِنَّكَ أَنْتَ أَيْقِنْ فِي ذَاتِكَ بِأَنَّ الَّذِي أَعْرَضَ عَنْ هَذَا الجَمَالِ فَقَدْ أَعْرَضَ عَنْ الرُّسُلِ مِنْ قَبْلُ ثُمَّ اسْتَكبَرَ عَلى اللهِ في أَزَلِ الآزَالِ إِلى أَبَدِ الآبِدِينَ. فاحْفَظْ يا أَحمَدُ هذَا اللَّوحَ ثُمَّ اقْرَأْهُ فِي أَيَّامِكَ وَلا تَكُنْ مِنَ الصَّابِرِينَ فِإِنَّ اللهَ قَدْ قَدَّرَ لِقَارِئِهِ أَجرَ مِائَةِ شَهِيدٍ ثُمَّ عِبَادَةِ الثَّقَلَيْنِ كَذَلِكَ مَنَنَّا عَلَيْكَ بِفَضْلٍ مِنْ عِنْدِنا ورَحْمَةٍ مِنْ لَدُنّا لِتَكُونَ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَوَاللهِ مَنْ كَانَ في شِدَّةٍ أَو حُزْنٍ ويَقْرَأُ هذَا اللَّوْحَ بِصِدْقٍ مُبِينٍ يَرْفَعُ اللهُ حُزْنَهُ وَيَكْشِفُ ضُرَّهُ ويُفَرِّجُ ‌كَرْبَهُ وإِنَّهُ لَهُوَ الرَّحمَنُ ‌الرَّحِيمُ والحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ. ثُمَّ ذَكِّرْ مَنْ لَدُنّا كُلَّ مَنْ سَكَنَ في مَدِينَةِ اللهِ المَلِكِ العَزِيزِ الجَمِيلِ مِنَ الَّذينَ هُمْ آمَنُوا بِاللهِ وبالَّذِي يَبْعَثُهُ اللهُ فِي يَومِ القِيامَةِ وكَانُوا على مَناهِجِ الحَقِّ لَمِنَ السّالِكِينَ.


هو الشّافی العزيز الحكيم

يا غصن أعظم لعمر اللّه نوازلك كدّرتني ولكنّ اللّه يشفيك ويحفظك وهو خير كريم وأحسن معين * البهاء عليك وعلی من يخدمك ويطوف حولك والويل والعذاب لمن يخالفك ويؤذيك طوبی لمن والاك والسّقر لمن عاداك.


هو الله تعالى شأنه العظمة والأقتدار

حمداً لمن تشرّف أرض الباء بقدوم من طاف حوله الاسماء* بذلك بشّرت الذّرّات كلّ الممكنات بما طلع ولاح وظهر وأشرق وخرج من باب السّجن وأفقه شمس جمال غصن اللّه الاعظم العظيم وسرّ اللّه الاقوم القديم متوجّهاً الی مقام آخر * بذلك تكدّرت ارض السّجن وفرحت اخری * تعالی تعالی ربّنا فاطر السّماء وخالق الاشياء الّذی بسلطانه فتح باب السّجن ليظهر ما أنزله فی الالواح من قبل انّه لهو المقتدر علی ما يشاء وفي قبضته ملكوت الانشاء وهو المقتدر العليم الحكيم * طوبی ثمّ طوبی لارض فازت بقدومه ولعين قرّت بجماله ولسمع تشرّف باصغاء ندائه ولقلب ذاق حلاوة حبّه ولصدر رحب بذكره ولقلم تحرّك علی ثنائه وللوح حمل آثاره * نسأل اللّه تبارك وتعالی بأن يشرّفنا بلقائه قريباً * انّه هو السّامع المقتدر المجيب*


يَا سُلْطانُ إِنِّي كُنْتُ كَأَحَدٍ مِنَ العِبادِ وَرَاقِدَاً عَلَى المِهَادِ مَرَّتْ عَلَيَّ نَسَائِمُ السُّبْحانِ وَعَلَّمَنِي عِلْمَ مَا كَانَ لَيْسَ هذا مِنْ عِنْدِي بَلْ مِنْ لَدُنْ عَزِيزٍ عَلِيمٍ، وَأَمَرَنِي بِالنِّدَاءِ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ وَبِذلِكَ وَرَدَ عَلَيَّ مَا تَذَرَّفَتْ بِهِ عُيونُ العَارِفِينَ، مَا قَرَأْتُ مَا عِنْدَ النَّاسِ مِنَ العُلُومِ وَمَا دَخَلْتُ المَدَارِسَ فَاسْئَلِ المَدِينَةَ الَّتِي كُنْتُ فِيها لِتُوقِنَ بِأَنِّي لَسْتُ مِنَ الكَاذِبِينَ، هذا وَرَقَةٌ حَرَّكَتْها أَرْياحُ مَشِيَّةِ رَبِّكَ العَزِيزِ الحَمِيدِ هَلْ لَهَا اسْتِقْرارٌ عِنْدَ هُبوبِ أَرْياحٍ عَاصِفاتٍ؟ لا وَمَالِكِ الأَسْمآءِ وَالصِّفَاتِ بَلْ تُحَرِّكُهَا كَيْفَ تُريدُ، لَيْسَ لِلْعَدَمِ وُجُودٌ تِلْقَاءَ القِدَمِ قَدْ جَاءَ أَمْرُهُ المُبْرَمُ وَأَنْطَقَنِي بِذِكْرِهِ بَيْنَ العَالَمِينَ، إِنِّي لَمْ أَكُنْ إِلاَّ كَالمَيِّتِ تِلْقَاءَ أَمْرِهِ قَلَّبَتْنِي يَدُ إِرَادَةِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، هَلْ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَتَكَلَّمَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ بِما يَعْتَرِضُ بِهِ عَلَيْهِ العِبَادُ مِنْ كُلِّ وَضِيعٍ وَشَرِيفٍ؟ لا فَوَالَّذِي عَلَّمَ القَلَمَ أَسْرَارَ القِدَمِ إِلاّ مَنْ كانَ مُؤَيَّداً مِنْ لَدُنْ مُقْتَدِرٍ قَدِيرٍ....


(مُقْتَطَفَاتٌ مِنْ لَوْحِ الحِكْمَةِ)

بِسْمِهِ المُبدِعِ العَليمِ الحَكِيمِ

كِتَابٌ أَنْزَلَهُ الرَّحْمنُ مِنْ مَلَكُوتِ البَيانِ وَإِنَّهُ لَرُوحُ الحَيَوانِ لأَهْلِ ‌الإِمْكانِ تَعَالَى اللهُ رَ‌بُّ العَالَمِينَ. يَذْكُرُ فِيهِ مَنْ يَذكُرُ اللهَ رَبَّهُ إِنَّهُ لَهُوَ النَّبِيلُ فِي لَوْحٍ عَظِيمٍ يا مُحمَّدُ اسْمَعِ النِّدَاءَ مِنْ شَطْرِ الكِبْرياءِ مِنَ السِّدْرَةِ المُرْتَفِعَةِ علَى أَرْضِ الزَّعْفَرانِ إِنَّهُ لا إِلهَ إلاَّ أَنا العَلِيمُ الحَكِيمُ. كُنْ هُبُوبَ الرَّحْمنِ لأَشْجَارِ الإِمْكَانِ وَمُرَبِّيها بِاسْمِ رَبِّكَ العَادِلِ الخَبِيرِ. إِنَّا أَرَدْنا أَنْ نَذْكُرَ لَكَ ما يَتَذَكَّرُ بِهِ النَّاسُ لِيَدَعُنَّ ما عِنْدَهُمْ وَيَتَوَجَّهُنَّ إِلى اللهِ مَوْلَى المُخْلِصِينَ. إِنَّا نَنْصَحُ العِبَادَ فِي هذِهِ الأَيَّامِ الَّتي فِيها تَغَبَّرَ وَجْهُ العَدْلِ وَأَنَارَتْ وَجْنَةُ الجَهْلِ وَهُتِكَ سِتْرُ العَقْلِ وغَاضَتِ الرَّاحَةُ وَالوَفاءُ وَفاضَتِ المِحْنَةُ وَالبَلاءُ وَفِيها نُقِضَتِ العُهُودُ وَنُكِثَتِ العُقُودُ لا يدْري نَفْسٌ ما يُبْصِرُهُ ويُعْمِيهِ وَما يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهُ. قُلْ يا قَومِ دَعُوا الرَّذائِلَ وَخُذُوا الفَضَائِلَ. كُونُوا قُدْوَةً حَسَنَةً بَيْنَ النَّاسِ وَصَحِيفَةً يَتَذَكَّرُ بِهَا الأُنَاسُ. مَنْ قَامَ لِخِدْمَةِ الأَمْرِ لَهُ أَنْ يَصْدَعَ بِالْحِكْمَةِ وَيَسْعَى فِي إِزالَةِ الجَهْلِ عَنْ بَيْنِ البَرِيَّةِ. قُلْ أَنِ اتَّحِدُوا فِي كَلِمَتِكُمْ وَاتَّفِقُوا فِي رَأْيِكُمْ وَاجْعَلُوا إِشْراقَكَمْ أَفْضَلَ مِنْ عَشِيِّكُمْ وغَدَكُم أَحْسَنَ مِنْ أَمْسِكُم. فَضْلُ الإِنْسَانِ في الخِدْمَةِ وَالكَمَالِ لا فِي الزِّينَةِ وَالثَّرْوَةِ وَالمَالِ. اجْعَلُوا أَقْوالَكُمْ مُقدَّسَةً عَنْ الزَّيْغِ وَالهَوى وَأَعْمالَكُمْ مُنَزَّهَةً عَنْ الرَّيْبِ وَالرِّياءِ. قُلْ لا تَصْرِفُوا نُقُودَ أَعْمارِكُمُ النَّفِيسَةِ فِي المُشْتَهَياتِ النَّفْسِيَّةِ، وَلا تَقْتَصِرُوا الأُمُورَ عَلَى مَنَافِعِكُمُ الشَّخْصِيَّةِ. أَنْفِقُوا إِذا وَجَدْتُمْ وَاصْبِرُوا إِذا فَقَدْتُمْ إِنَّ بَعْدَ كُلِّ شِدَّةٍ رَخاءً وَمَعَ كُلِّ كَدَرٍ صَفاءً. اجْتَنِبُوا التَّكَاهُلَ وَالتَّكَاسُل وَتَمَسَّكُوا بِما يَنْتَفِعُ بِهِ العَالَمُ مِنْ الصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ وَالشُّيُوخِ وَالأَرامِلِ. قُلْ إِيَّاكُمْ أَنْ تَزْرَعُوا زُؤَانَ الخُصُومَةِ ‌بَيْنَ البَرِيَّةِ وَ‌شَوْكَ الشُّكُوكِ فِي القُلُوبِ الصَّافِيَةِ المُنِيرَةِ. قُلْ يَا أَحِبَّاءَ اللهِ لا تَعْمَلُوا مَا يَتَكدَّرُ بِهِ ‌صَافِي سَلْسَبِيلِ المَحَبَّةِ وَيَنقَطِعُ ‌بِهِ عَرْفُ المَوَدَّةِ. لَعَمْرِي قَدْ خُلِقْتُمْ لِلْوِدَادِ لا لِلضَّغِينَةِ وَالعِنَادِ. لَيْسَ الفَخْرُ لِحُبِّكُمْ أَنْفُسَكُمْ، بَلْ لِحُبِّ ‌أَبْنَاءِ جِنْسِكُم. وَلَيْسَ الفَضْلُ لِمَنْ يُحِبُّ الوَطَنَ بَلْ لِمَنْ يُحِبُّ ‌العَالَمَ. كُونُوا في الطَّرْفِ عَفِيفًا وَفِي اليَدِ أَمِينًا وَفِي اللِّسَانِ صَادِقًا وَفِي القَلْبِ مُتَذَكِّرًا. لا تُسْقِطُوا مَنْزِلَةَ ‌العُلَمَاءِ فِي البَهَاءِ وَلا تُصَغِّرُوا قَدْرَ مَنْ يَعدِلُ بَينَكُمْ مِنَ الأُمَرَاءِ. اجْعَلُوا جُنْدَكُمُ العَدْلَ وسِلاَحَكمُ العَقْلَ وَشِيَمَكُمُ العَفْوَ وَالفَضْلَ وَمَا تَفْرَحُ بِهِ أَفئِدَةُ المُقَرَّبِينَ ...


الأقدس الأمنع الأعظم

قَدْ جَاءَ عِيْدُ الْمَوْلُودِ وَاسْتَقَرَّ عَلَى الْعَرْشِ جَمَالُ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيزِ الْوَدُودِ، طُوبَى لِمَنْ حَضَرَ فِي هَذَا الْيَوْمِ لَدَى الْوَجْهِ وَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ طَرْفُ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّومِ، قُلْ إِنَّا أَخَذْنَا الْعِيْدَ فِي السِّجْنِ الأَعْظَمِ بَعْدَ الَّذِي قَامَ عَلَيْنَا الْمُلُوكُ، لا تَمْنَعُنَا سَطْوَةُ كُلِّ ظَالِمٍ وَلاَ تَضْطَرِبُنَا جُنُوْدُ الْمُلْكِ، هَذَا مَا شَهِدَ بِهِ الرَّحْمَنُ فِي هَذَا الْمَقَامِ الْمَحْمُوْدِ، قُلْ هَلْ تَضْطَرِبُ كَيْنُوْنَةُ الاطْمِئْنَانِ مِنْ ضَوضَاءِ الإِمْكَانِ، لاَ وَجَمَالِهِ الْمُشْرِقِ عَلَى مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ، هَذِهِ سَطْوَةُ اللهِ قَدْ أَحَاطَتْ كُلَّ الأَشْيَاءِ وَهَذِهِ قُدْرَتُهُ الْمُهَيْمِنَةُ عَلَى كُلِّ شَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ، تَمَسَّكُوا بِحَبْلِ الاقْتِدَارِ ثُمَّ اذْكُرُوا رَبَّكُمُ الْمُخْتَارَ فِي هَذَا الْفَجْرِ الَّذِي بِهِ أَضَاءَ كُلُّ غَيْبٍ مَكْنُوْنٍ، كَذَلِكَ نَطَقَ لِسَانُ الْقِدَم فِي هَذَا الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ فُكَّ الرَّحِيْقُ الْمَخْتُومُ، إِيَّاكُمْ أَنْ تَضْطَرِبَكُمْ أَوْهَامُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِاللهِ أَوْ تَمْنَعَكُمُ الظُّنُونُ عَنْ هَذَا الصِّرَاطِ الْمَمْدُوْدِ.
يَا أَهْلَ الْبَهَاءِ طِيرُوا بِقَوَادِمِ الاْنْقِطَاعِ فِي هَوآءِ مَحَبَّةِ رَبِّكُمُ الرَّحْمَنِ ثُمَّ انْصُرُوهُ بِمَا نَزَلَ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ، إِيَّاكُمْ أَنْ تُجَادِلُوا مَعَ أَحَدٍ مِنَ الْعِبَادِ، أَنِ اظْهَرُوا بِعَرْفِ اللهِ وَبَيَانِهِ بِهِمَا يَتَوَجَّهُ كُلُّ الْوُجُوهِ، إِنَّ الَّذِينَ غَفَلُوا الْيَوْمَ أُوْلَئِكَ فِي سُكْرِ الهَوَى وَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ، طُوبَى لِمَنْ تَوَجَّه إِلَى مَطْلِعِ آيَاتِ رَبِّهِ بِخُضُوعٍ وَأَنَابَ، إِنَّكَ أَنْتَ قُمْ بَيْنَ الْعِبَادِ ثُمَّ ذَكِّرْهُمْ بِمَا نَزَلَ فِي كِتَابِ رَبِّهِم الْعَزِيزِ الْمُخْتَارِ، قُلِ اتَّقُوا اللهَ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَوْهَامَ الَّذِينَ تَعَقَّبُوا كُلَّ فَاجِرٍ مُرْتَابٍ. أَنْ أَقْبِلُوْا بِقُلُوبٍ نَوْرآءَ إِلَى شَطْرِ عَرْشِ رَبِّكُمْ مَالِكِ الأَسْمَاءِ إَنَّهُ يُؤَيِّدُكُمْ بِالحَقِّ لاَ إِلهَ إَلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْمَنَّانُ، هَلْ تُسْرِعُوْنَ إِلَى الْغَدِيْرِ وَالْبَحْرُ الأَعْظَمُ أَمَامَ وُجُوهِكُمْ تَوَجَّهُوا وَلاَ تَتَّبِعُوا كُلَّ مُشْرِكٍ مَكَّارٍ، كَذَلِكَ دَلَعَ دِيْكُ الْبَقَاءِ عَلَى أَفْنَانِ سِدْرَتِنَا الْمُنْتَهَى، تَاللهِ بِنَغْمَةٍ مِنْهَا اسْتُجْذِبَ الْمَلأُ الأَعْلى ثُمَّ سُكَّانُ مَدَائِنِ الأَسْمَاءِ ثُمَّ الَّذِينَ يَطُوفُونَ حَوْلَ الْعَرْشِ فِي الْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ، كَذَلِكَ هَطَلَتْ أَمْطَارُ الْبَيَانِ مِنْ سَمَاءِ مَشِيْئَةِ رَبِّكُمُ الرَّحْمَنِ، أَنْ أَقْبِلُوا يَا قَوْمِ وَلاَ تَتَّبِعُوا الَّذِينَ جَادَلُوا بِآيَاتِ اللهِ إِذْ نَزَلَتْ وَكَفَرُوا بِرَبِّهِمِ الرَّحْمَنِ إِذْ أَتَى بِالحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ.


هو الله

سُبحانَك اللّهُمَّ يا إلهي هذا يومٌ مِن أيّامِ عيدِك الرِّضوانِ وفيهِ زُينَ مَحَلٌّ مِنَ السِّجنِ لِظُهُورِ جَمالِك إجابَةً لِمَن حَمَلَهُ الشَّوقُ عَلَی استِدعائِك لَك الحَمدُ بِما أشرَقَت مِن أفُقِ السِّجنِ في هذا اليومِ بِتَجَلّي استَضآءَ مِنهُ الأفاقُ فَضلاً مِن عِندِك عَلی مَن فی ظِلِّك وحَولِك وفيهِ فَتَحتَ اللِّسانَ بِالبَيانِ ونَثَرتَ لَئالی المَعاني والبَيانِ عَلی أهلِ الأكوانِ أي رَبِّ فَأحي بِهذا الكاسِ مَن عَلَی الأرضِ كلِّها و قَدِّر لأهلِ البَهآءِ الَّذينَ أرادُوا وجهِك ومُنِعُوا بِمَا اكتَسَبَت أيدي أعدائِك ما هُو خَيرٌ لَهُم يا سُلطانَ الأسمآءِ ومالِك الأرضِ والسَّمآءِ ثُمَّ اجعَل لَهُم نَصيباً مِن فُيُوضاتِ تِلك الأيّامِ الَّتي فيهَا استَعلی كلُّ دانٍ واستَجمَلَ كلُّ مُقبِلٍ واشتَعَلَ كلُّ مَخمُودٍ واستَغنی كلُّ فَقيرٍ واستَهَلَّ كلُّ قاصِدٍ أي رَبِّ لَك الحَمدُ بِمَا اختَصَصتَ أحِبَّتَك واختَرتَهُم مِن بَينِ بَريتِك ويكونُ طَرفُك ناظِراً إلَيهِم مِن هذا المَقامِ الَّذي فيهِ سُجِنَ هَيكلُ أمرِك أي رَبِّ لا تَمنَعهُم عَمّا عِندَك ثُمَّ اجذِب قُلُوبَهُم مِن نَفَحاتِ وحيك عَلی شَانٍ يجعَلُهُم مُنقَطِعاً عَمّا سِواك ومُقبِلاً إلی شَطرِ فَضلِك وإحسانِك إنَّك أنتَ المُقتَدِرُ عَلی ما تَشآءُ وإنَّك عَلی كلَّ شَيٴٍ قَديرٌ والحَمدُ لَك يا مَقصُودَ العالَمينَ.


الأعظم

لَكِ الْحَمْدُ يَا إِلَهِيْ بِمَا جَعَلْتَ النَّيْرُوْزَ عِيْدًا لِلَّذِيْنَ صَامُوْا فِيْ حُبِّكَ وَكَفُّوْا أَنْفُسَهُمْ عَمَّا يَكْرَهُهُ رِضَائُكَ، أَيْ رَبِّ اجْعَلْهُمْ مِنْ نَارِ حُبِّكَ وَحَرَارَةِ صَوْمِكَ مُشْتَعِلِيْنَ فِيْ أَمْرِكَ وَمُشْتَغِلِيْنَ بِذِكْرِكَ وَثَنَائِكَ، أَيْ رَبِّ لَمَّا زَيَّنْتَهُمْ بِطِرَازِ الصَّوْمِ زَيِّنْهُمْ بِطِرَازِ القَبُوْلِ بِفَضْلِكَ وَإِحْسَانِكَ لأَنَّ الأَعْمَالَ كُلَّهَا مُعَلَّقَةٌ بِقَبُوْلِكَ وَمَنُوطَةٌ بِأَمْرِكَ، لَوْ تَحْكُمُ لِمَنْ أَفْطَرَ حُكْمَ الصَّوْمِ إِنَّهُ مِمَّنْ صَامَ فِيْ أَزَلِ الآزالِ وَلَوْ تَحْكُمُ لِمَنْ صَامَ حُكْمَ الإِفْطَارِ إِنَّهُ مِمَّنْ اغْبَرَّ بِهِ ثَوْبُ الأَمْرِ وَبَعُدَ عَنْ زُلالِ هَذَا السِّلْسَالِ، أَنْتَ الَّذِيْ بِكَ نُصِبَتْ رايَةُ أَنْتَ المَحْمُودُ فِي فِعْلِكَ وَارْتَفَعَتْ أَعْلامُ أَنْتَ المُطَاعُ فِيْ أَمْرِكَ، عَرِّفْ يَا إِلهِيْ عِبَادَكَ هَذَا المَقَامَ لِيَعْلَمُوا شَرَفَ كُلِّ أَمْرٍ بِأَمْرِكَ وَكَلِمَتِكَ وَفَضْلِ كُلِّ عَمَلٍ بِإِذْنِكَ وَإِرَادَتِكَ، وَلِيَرَوْا زِمَامَ الأَعْمَالِ فِي قَبْضَةِ قَبُوْلِكَ وَأَمْرِكَ لِئَلا يَمْنَعَهُمْ شَيْءٌ عَنْ جَمَالِكَ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الَّتي فِيهَا يَنْطِقُ المَسِيحُ المُلْكُ لَكَ يَا مُوجِدَ الرُّوْحِ وَيَتَكَلَّمُ الحَبِيبُ لَكَ الحَمْدُ يَا مَحْبُوْبُ بِمَا أَظْهَرْتَ جَمَالَكَ وَكَتَبْتَ لأَصْفِيَائِكَ الْوُرُوْدَ فِي مَقَرِّ ظُهُوْرِ اسْمِكَ الأَعْظَمِ الَّذِيْ بِهِ نَاحَ الأُمَمُ إِلا مَنِ انْقَطَعَ عَمَّا سِوَاكَ مُقْبِلا إِلَى مَطْلِعِ ذَاتِكَ وَمَظْهَرِ صِفَاتِكَ، أَيْ رَبِّ قَدْ أَفْطَرَ الْيَوْمَ غُصْنُكَ وَمَنْ فِيْ حَوْلِكَ بَعْدَمَا صَامُوا فِي جِوَارِكَ طَلَبًا لِرِضَائِكَ، قَدِّرْ لَهُ وَلَهُمْ وَلِلَّذِيْنَ وَرَدُوا عَلَيْكَ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ كُلَّ خَيْرٍ قَدَّرْتَهُ فِي كِتَابِكَ ثُمَّ ارْزُقْهُمْ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيْمُ الحَكِيْمُ.


هو الله تعالى شأنه العظمة والأقتدار

إِلهِي إِلهِي خَرَجْتُ مِنْ بَيْتِي مُعْتَصِمًا بِحَبْلِ عِنايَتِكَ وأَوْدَعْتُ نَفْسِي تَحْتَ حِفْظِكَ وحِرَاسَتِكَ. أَسأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ الَّتِي بِها حَفِظْتَ أَوْلِياءَكَ مِنْ كُلِّ ذِيْ غَفلَةِ وذِي شَرَارَةٍ وكُلِّ ظَالِمٍ عَنِيدٍ وَكُلِّ فاجِرٍ بَعِيدٍ بِأَنْ تَحْفَظَنِي بِجُودِكَ وفَضلِكَ ثُمَّ أَرْجِعْنِي إِلى مَحلِّي بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ. إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُهَيْمِنُ القَيُّومُ.


هُو الأَبْهَى

سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي

أَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الَّذي بِهِ أَشْرَقَتْ شَمْسُ أَمْرِكَ عَنْ أُفُقِ وَحْيِكَ بِأَنْ لا تَجعَلَنا مَحرُومًا مِنْ نَفَحاتِ الَّتي تَمُرُّ عَنْ شَطْرِ عِنَايَتِكَ. ثُمَّ اجْعَلنا يا إِلهِي خالِصًا لِوَجْهِكَ ومُنقَطِعًا عَمَّا سِواكَ، ثُمَّ احْشُرْنا فِي زُمْرَةِ عِبَادِكَ الَّذِينَ ما مَنَعَتهُم إِشَارَاتُ البَشَرِيَّةِ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى المَنْظَرِ الأَحَدِيَّةِ، أَيْ رَبِّ فأَدْخِلْنا فِي ظِلِّ رَحْمَتِكَ الكُبْرى، ثُمَّ احْفَظْنا مِنْ عِبادِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا باسْمِكَ الأَبْهَى، وأَشْرِبْنا زُلالَ خَمْرِ عِنايَتِك ورَحِيقَ فَضْلِكَ وأَلْطافِكَ إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشَاءُ وإِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ. أَيْ رَبِّ فاسْتَقِمْنا عَلَى حُبِّكَ بَيْنَ خَلقِكَ، لأَنَّ هذا أَعْظَمُ عَطِيَّتِكَ لِبَريَّتِكَ، وإِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ .


الهي الهي اشهد بفردانّيتك ووحدانّيتك أسالك يا مالك الأسماء وفاطر السّماء بنفوذ كلمتك العليا واقتدار قلمك الأعلى أن تنصرّني برايات قدرتك وقوّتك وتحفظّني من شّر اعدائك الّذين نقضوا عهدّك وميثاقّك انّك أنت المقتدر القدير.


بسم الله الأقدس الأقدس

سبحانك اللّهمّ يا الهي

أسألك باسمك الّذي به قبضت أرواح كلّ الأشياء وأحييت مرّة أخری بما قدّرته في سماء القضاء ويبه سرع الموحّدون الی مشهد الفناء والمخلصون الی مقرّ الفداء وأنفقوا أرواحهم حبّاً لجمالك وشوقاً لوصلك ولقائك بأن تجعلني من الّذين انقطعوا عن الاسماء وتمسّكوا بنفسك العليّ الابهی. وانّك أنت المقتدر علی ما تشاء لا اله الّا أنت العزيز المختار.


سبحانك اللّهمّ لأشهدنّك وكلّ شيء علی أنّك أنت اللّه لا إله إلا أنت لم تزل كنت مقدّساً عن ذكر شيء وبذلك تكون بمثل ما قد كنت من قبل لا إله إلا أنت وإليك المصير * أسألك اللّهمّ يا إلهي بأن تحفظ حامل تلك الورقة البيضاء من شرّ وبلاء وطاعون ووباء * وانّك من تشاء فانّك أحطت كلّ شيء علماً أودعت نفسي تحت حفظك وحمايتك فاحفظه يا حفّاظ العالمين*


إلهي إلهي قد ذاب كبدي من حبّك وانقطعت مفاصلي في فراقك ونزلت عبراتي في هجرك وصعدت زفراتي في بعدي عن ساحة عزّك، أسئلك يا مالك ملكوت البقاء والمستوي على عرش يفعل ما يشاء بأنوار وجهك وظهورات جودك وكرمك وأمواج بحر عطائك بأن تجعلني قائما على خدمتك وناطقا بذكرك وثـنائك، إنّك أنت المقتدر على ما تـشاء وإنّك أنت الفضّال القديم، الحمد لك يا إلهنا العظيم، أسئلك يا مالك الأسماء وفاطر السّماء بأن تكتب لي من قلمك الأعلى أجر لقائك وفيوضات آياتك، إنّك أنت الّذي سمّيت نفسك بالغفور وبالرّحيم وبالكريم وإنّك أنت السّامع المجيب لا إله إلاّ أنت العزيز الحميد.


بسمه المهيمن على الأسماء

إلهي إلهي قربك رجائي وعفوك أملي ورضائك بغيتي وغفرانك منتهى مطلبي، أسئلك بأمواج بحر بيانك وظهورات قدرتك ومظاهر اقتدارك وبالكلمة الّتي بها نصب علم توحيدك بين عبادك وارتفعت راية ذكرك في بلادك بأن تؤيّد عبدك هذا على العمل بما أمر به في كتابك، أي ربّ تراني مشتعلا من نار فراق أوليائك وعزّتك يا مقصود العالم والظّاهر بالاسم الأعظم لا أريد إلاّ أنت ولا أحبّ إلاّ أنت، أسئلك بأن لا تدعني بنفسي أيّدني في كلّ الأحوال على ذكرك وثـنائك، أي ربّ ترى العطشان متوجّها إلى بحر فضلك والفقير منتظرا جودك وعنايتك والعليل كوثر شفائك، أسألك بأنبيائك ورسلك وبالّذي به انقطعت نفحات وحيك بأن تقدّر لي خير الآخرة والأولى إنّك أنت ربّ العرش والثّرى، ثمّ اجعلني يا إلهي من الّذين ما منعهم شيء من الأشياء عن التّوجّه إلى أفقك الأعلى، تراني يا إلهي متمسّكا بحبل عطائك ومتـشبّثا بذيل كرمك ومواهبك وترى عبرات عيني وتسمع زفرات قلبي؛ قدّر لي بجودك وفضلك ما يسكن به اضطرابي، قرّ يا إلهي عيني للنّظر إلى وجوه أصفيائك وأحبّائك وانر بصر قلبي بنور عرفانك، إنّك أنت الّذي شهدت بقدرتك الكائنات وبعظمتك الموجودات، لا إله إلاّ أنت الغفور الكريم، صلّ اللّهمّ يا مقصود العالم ومحبوب الأمم بمهابط علمك ومشارق قدرتك ومظاهر نفسك ومنبع عرفانك، أسئلك بهم بأن تـنزّل من سماء عطائك على أحبّائك ما يقرّبهم إليك ويذكرهم بآياتك ويؤيّدهم على ما تحبّ وترضى، إنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت المقتدر القدير وبالإجابة جدير.


الٰهي وسيّدي أنا عبدك وابن عبدك قد قمت عن الفراش في هٰذا الفجر الّذي فيه أشرقت شمس احديتّك عن أفق سماء مشيّتك واستضاء منها الآفاق بما قدّر في صحائف قضائك* لك الحمد يا الٰهي علیٰ ما أصبحنا مستضيئاً بنور عرفانك * أي ربّ فأنزل علينا ما يجعلنا غنيّا عمّا سواك ومنقطعاً عن دونك ثمّ اكتب لي ولأحبّتی وذوي قرابتی من كلّ ذكر وأنثى خير الآخرة والاولیٰ ثمّ اعصمنا يا محبوب الابداع ومقصود الاختراع بعصمتك الكبری من الّذين جعلتهم مظاهر الخنّاس ويوسوسون في صدور النّاس * انّك أنت المقتدر علی ما تشاء وانّك أنت المقتدر المهيمن القيّوم * صلّ اللّهمّ يا الٰهي علیٰ من جعلته قيّوماً علیٰ أسمائك الحسنیٰ وبه فصّلت بين الأتقياء والأشقياء بأن توفّقنا علیٰ ما تحبّ وترضیٰ * و صلّ اللّٰهمّ يا الٰهي علیٰ كلماتك وحروفاتك وعلی الّذين توجّهوا اليك وأقبلوا الیٰ وجهك وسمعوا ندائك وانّك أنت مالك العباد وسلطانهم و انّك أنت علیٰ كلّ شيء قدير*


إلهي إلهي لك الحمد بما هديتـني إلى صراطك المستقيم وعرّفتـني نبأك العظيم، أسئلك بأنوار عرشك وباسمك الّذي به نصبت راية عدلك في مملكتك وعلم توحيدك في بلادك بأن تقدّر لي ما ينفعني في كلّ عالم من عوالمك، أي ربّ أنا عبدك وابن عبدك معترفا بفردانيّـتك ووحدانيّـتك وبما أنزلته في كتبك وألهمت به رسلك، أسئلك ببحر جودك ورايات آياتك بأن تكتب لي خير الآخرة والأولى، إنّك أنت مولى الورى لا إله إلاّ أنت المشفق الكريم.


إلهي إلهي لا تحرم العيون عمّا خلقتها له ولا الوجوه عن التّوجّه إلى أفقك والقيام لدى باب عظمتك والحضور أمام عرشك والخضوع لدى إشراقات أنوار شمس فضلك. أي ربّ أنا الّذي شهد قلبي وكبدي وجوارحي ولسان ظاهري وباطني بوحدانيّـتك وفردانيّـتك وبأنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت. قد خلقت الخلق لعرفانك وخدمة أمرك لترتفع به مقاماتهم في أرضك وترتقي أنفسهم بما أنزلته في زبرك وكتبك وألواحك.


سبحانك يا سلطان الوجود والظّاهر في مقامك المحمود، أسئلك بمشرق آياتك ومطلع بيّناتك وبحر علمك وفرات حكمتك وبحنين العشّاق في فراقك بأن تؤيّدني على الاستقامة على أمرك وتقدّر لي ما تقرّ به عيني ويفرح به قلبي وينشرح به صدري، إنّك أنت المقتدر على ما تـشاء وفي قبضتك زمام الأمور لا إله إلاّ أنت العزيز الغفور، أي ربّ تراني مقبلا إلى أفقك الأعلى ومتمسّكا بحبل كلمتك العليا، أسئلك بلئآلئ بحر علمك بأن تـنزل لي من سماء رحمتك ما يقرّبني إليك ويطهّرني عن كلّ ما يكرهه رضائك، ثمّ احفظني وأهلي ومن معي عن كلّ بلاء ومكروه وعن كلّ همّ وغمّ، إنّك أنت المقتدر الحافظ العليم الحكيم.


إلهي إلهي أنا أمتك وابنة أمتك أشهد بعظمتك وسلطانك وبعزّك وقدرتك وكبريائك وبأنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت، لم تزل كنت مهيمنا على عبادك وإمائك ومقتدرا على من في أرضك وسمائك، أسألك برحمتك الّتي سبقت الكائنات وبفضلك الّذي أحاط الممكنات وبلئالئ بحر علمك وبأنوار وجهك بأن تجعلني في كلّ الأحوال مقبلة إلى أفقك الأعلى ومتمسّكة بحبل عنايتك يا مولى الأسماء وفاطر السّماء، ثمّ أسألك بأن تقدّر لي خير الآخرة والأولى وما ينبغي لبحر كرمك وسماء جودك يا من في قبضتك أزمّة المواهب والعطايا، لا إله إلاّ أنت الغفور الكريم والحمد لك إذ إنّك أنت مقصود العارفين.


هو الأبهى

سبحانك اللّهمّ يا إلهي هذا رضيع فأشربه من ثدي رحمتك وعنايتك ثمّ ارزقه من فواكه أشجار سدرة ربّانيّـتك ولا تدعه بأحد دونك، لأنّك أنت خلقته وأظهرته بسلطان مشيّـتك واقتدارك، لا إله إلاّ أنت العزيز العليم، سبحانك يا محبوبي فأرسل عليه من نفحات عزّ مكرمتك وفوحات قدس رحمتك وألطافك ثمّ استظلّه في ظلّ اسمك العليّ الأعلى يا من بيدك ملكوت الصّفات والأسماء، وإنّك أنت فعّال لما تـشاء وإنّك أنت المقتدر المتعالي الغفور العطوف الكريم الرّحيم.


بسم الله الشّافي الكافي المبين

سبحانك اللّهمّ يا إلهي ومحبوبي، أسألك باسمك الّذي به سبقت رحمتك كلّ الأشياء وأشرقت شمس جمال اسمك المكنون عن أفق البداء وبه تمّت نعمتك على من في الأرض والسّماء بأن تنزل من سحاب رحمتك على هذا المريض ما يطهّره عن كلّ داء وسقم وبلاء، ثمّ أغمسه في بحر شفائك يا من بيدك ملكوت القضاء وجبروت الإمضاء، إنّك أنت الفعّال لما تشاء وإنّك أنت الغفور الرّحيم.


قَد جِئتُ بِاَمرِ الله وظَهَرتُ لِذکره وخُلِقْتُ لِخدمتهِ العزیز المحبوب.


مقتطف من لوح الكرمل

... حبّذا هذا اليوم الّذي فيه تضوّعت نفحات الرّحمن في الإمكان حبّذا هذا اليوم المبارك الّذي لا تعادله القرون والأعصار حبّذا هذا اليوم إذ توجّه وجه القدم إلى مقامه إِذًا نادت الأشياء وعن ورائها الملأ الأعلى ...


مقتطف من لوح الكرمل

... بشّر البحر والبَرّ وأخبر بما يظهر من بعد من عنايات اللّه المكنونة المستورة عن العقول والأبصار ...


قل الله يكفي عن كل شئ وعلى الله فليتوكل المتوكلون


يا محبوب العاشقين


انه لهو المقتدر المختار

يا مالكَ الاسماءِ وفاطرَ السَّماء، خلِّص الأَحبِّاء من سجن الأعداء، إنَّك سلطانُ القضاء والمشرقُ من أُفقِ البداء، يا أصلَ البقاء لَعَمر البهاء، لا تقطع الرّجاء، فانصُر هؤلاء، أنتَ الحاكمُ على ما تشاء وفي قبضَتك ملكوتُ الإنشاء، قد شُحِذَ الأنياب للحمِ الأحباب، أنْ احفظ الأصحاب، يا مالكَ الرِّقاب والحاكم في المآب.


قُلْ إِلهِي إِلهِي

أَسأَلُكَ بِالَّذِي بِهِ سَالَتِ البَطْحَاءُ وَبِهِ أَشرَقَ النُّوْرُ مِنْ أُفُقِ الحِجَازِ، أَنْ تُنَزِّلَ لعَبْدِكَ هَذا مِن سَماءِ فَضْلِكَ أَمْطَارَ عِنايَتِكَ. أَيْ رَبِّ تَرَانِي مُقْبِلاً إِلَيْكَ، مُنْقَطِعًا عَنْ دُونِكَ أَسأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي كُلِّ الأَحْوالِ مُسْتَقِيمًا عَلَى أَمْرِكَ ومُتَمَسِّكًا بِما أَنزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ. ثُمَّ قَدِّرْ لِيَ خَيرَ الآخِرَةِ وَالأُولى. إِنَّكَ أَنْتَ مَوْلَى الوَرى. لا إِله إِلاَّ أَنْتَ مَوْلَى ‌الأَسْماءِ وَفَاطِرُ السَّماءِ.